القلعة
قلعة باتش هي افضل حصن محفوظ من القرون الوسطى الواقعة في فويفودينا, الموقع الذي بني عليه القلعة يثبت تحصين المكان والواقع على ضفاف نهر الدانوب ويحد بين باقي الشعوب والحضارات.
يرتبط ظهور القلعة اليوم لفترة زمنية من 1338م إلى عام 1342م عندما قام الملك كارلو روبرت انجويسكي الذي قام بتحصين حدود المملكة. وهذا هو زمن ارتفاع الامبراطور دوشان والحرب الناشئة بين الصرب والهنغار ونبه الملك كارلو بأنه لا يمكن تجديد صيانة القلعة بسبب الحرب الناشئة في مدينة باتش, من اجل ذلك اطيلة المدة إلى قرنين من الزمن ولإعادة ترميم القلعة كان المسؤوولين عن ذلك القساوسة ومنهم بيتر الثاني فارادييا والعلماء من عام 1495م حتى عام 1501م وانتهى بإشادة خنادق مائية دفاعية حول القلعة, وبرسالة مرسلة من باتش للوصف يمكن التمتع بأنقى مياه نهر الدانوب ولو كان نارسوس حي لتمكن من مشاهدة خيال صورته على الماء النقي والتمتع, وآخر تجديد للقلعة قبل احتلال الأتراك للقلعة أجري بعهد بافلا تومورييا 1523-1526م.
الهضبة التي بنيت عليها القلعة مساحتها 8.700 متر مربع, اساس القلعة هو 5.600 متر مربع بشكل شبه منحرف يتناسب مع نموذج الحقل.
وفي زوايا القلعة يوجد خمسة ابراج دفاعية مرتبطة مع بعضها البعض بأشجار لوفر عرضها مترين وارتفاعها 12 متر.
الأبراج ذات اشكال مختلفة, الجزء الشرقي من القلعة حصن للدفاع لأن في هذا الجزء يوجد القصر السكني والملحقات الاقتصادية, شيدت من الطوب الحجري الديكوري, وزينت القصور من الطين في روح من اوائل عصر النهضة الايطالية.
تم احتلال باتش من قبل الأتراك عام 1526م بعد معركة موهاج بقيادة السلطان سليمان خان ثم تم طرد الأتراك وإعادة باتش بعد المعركة التي قادها الامبراطور يوفان نيناد عام 1527م واستشهد خلال المعركة, وبقدوم الصربي ستيفان بيريسافلييفيتش بذل الجهد من اجل الحماية من الأتراك في هذه المنطقة التي تطل على نهر الدانوب, لكن الاتراك عاودوا احتلال القلعة عام 1529م ولم يتمكنوا من تأسيس الحكومة الا بعد مرور 14 عام .
لكن المعلومات القيمة عن القلعة وضواحيها ومدينة باتش وضعها ايفليا شيليبي عند قيامه بزيارة مدينة باتش عام 1665م وكتب ووصف القلعة بأنها قلعة جميلة تطل على البحيرة التي تستقبل المياه من نهر الدانوب ولها شكل مربع وبنيت من الطوب.
وفي مدينة باتش يقع كذلك برج كبير باتجاه البحيرة ويحتوي على منتجع لطيف مثل الامبراطورية ويجتمع فيها الاصدقاء المستنيرين والصادقين من المدينة من اجل الراحة والترفيه.
بناء على الوثاق التاريخية والنقوش القديمة لم يتم تدمير المدينة بشكل كبير خلال الاستقال عن الأتراك عام 1686م.
لكن خلال انتفاضة راكوتسييف ادى إلى خسارة كبيرة بالمدينة والى حرق القلعة عدة مرات وتفجيرها وتلغيمها عام 1704م.
واصبحت القلعة معذولة وخالية واصبحت تعيش حياة جديدة على انقاض الشهرة حيث جلبت انتباه الباحثين والمنقبين عن الكنز وكذلك الأشخاص الذين حملوا الطوب والحجر قبل نحو قرنين ونصف.
في عام 1948م اصبحت القلعة من الآثار الثقافية وبذلك تم وضع خطة لحمايتها من اجل الحفاظ عليها كأثر ثقافي وتراثي.
(مؤلف النص الدكتورة المهندسة المعمارية سلافيتسا فويوفيتش)
برج دونجوان حاليا يتألف من خمس طوابق مجدد بالكامل, الطابق الأول والثالث يحتويان على التحف الأثرية المحفورة, والأبراج والآثار متاحة للزيارات السياحية على مدار العام.
القلعة اصبحت من الآثار الثقافية والتاريخية بما تعنيه من اهمية كبيرة لجمهورية صربيا.